كشفت صحيفة “إلباييس” الإسبانية، في مقال بعنوان “خدمةٌ للجزائر تسمّم العلاقات مع المغرب”، أن الغاز الجزائري كان وراء قبول إسبانيا طلب النظام الجزائري باستقبال زعيم انفصالي البوليساريو، إبراهيم غالي، رغم معارضة وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا.
وقالت الصحيفة إن غالي وصل إلى إسبانيا عبر طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية، حطّت في قاعدة سرقسطة الجوية في 18 أبريل من الشهر الماضي، ونُقل في سيارة إسعاف مع حراسة من الشرطة إلى مستشفى سان بيدرو دي لوغرونيو، مضيفة بحسب مصادرها، أن الزعيم الانفصالي، دخل إلى التراب الإسباني إسبانيا بهويته وجواز سفره الدبلوماسي، غير أنّه جرى تسجيله، لأسباب أمنية في المستشفى تحت الاسم المستعار لمواطن جزائري.
وأضاف المصدر ذاته أن وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، تقدّم بطلب نقل غالي إلى إسبانيا للعلاج، خلال زيارة رسمية إلى مدريد في 29 مارس الماضي، بعد تدهور حالته الصحية بعد إصابته بفيروس “كورونا”.
وأشارت “إلباييس” أنّ إسبانيا قبلت لأسباب “إنسانية بحتة، وبالنظر لطبيعة العلاقات الاستراتيجية مع الجزائر، كون هذه الأخيرة المورد الأساسي للغاز نحو إسبانيا، رغم معارضة وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا“.
وكشفت الصحيفة الإسبانية نقلاً عن مصادر حكومية أن وزيرة الخارجية لايا غونزاليس” كانت تعتزم إبلاغ نظيرها المغربي ناصر بوريطة بخبر دخول غالي للعلاج في إسبانيا، لكن الخبر انتشر قبل ذلك، مشيرة أنّ المسؤولة الإسبانية تحدثت بالفعل مع بوريطة وقدمت له جميع التفسيرات، كما فعل السفير الإسباني في الرباط، ريكاردو دييز هوتشلايتنر، في عدة مناسبات.
ويبدو هذا الادعاء غير دقيقاً بالنظر إلى أنّ الوقت بين دخول غالي المستشفى ووقت تقديم وزير الخارجيةالجزائري بطلب المساعدة يتجاوز الأسبوعين، وهو الوقت الكافي لإخطار الجانب المغربي.
و نقلت الصحيفة أنّ “المسؤولين الإسبان، بدورهم مستاؤون من عدم إبلاغهم باعتزام الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، ما فاجأ الحكومة الإسبانية، حيث كانت وزيرة الخارجية الإسبانية بإسرائيل تزامناً مع تاريخ الإعلان عن القرار“.
كما أكدت أن “الأزمة لم تنته بعد”، مشيرةً إلى أنه بعد أن يتعافى غالي من كورونا، “سيتم الاستماع له من طرف قاضي التحقيق، سانتياغو بيدراز، في قضيتين مفتوحتين رفعها ضده أعضاء منشقين عن البوليساريو”. مشيرة أنّ القاضي هو من سيقرر بعد إدلاء غالي بأقواله، ما إذا كان سيفرض تدابير احترازية ضده، أو سيسمح له بالعودة إلى الجزائر.
وتابعت أنه بالاستناد إلى مصادر حكومية فإن”هذه الأخيرة ستكون على مستوى ما تقرره العدالة. كانت مهمتنا إنقاذ حياته وقد فعلنا ذلك بالفعل”، مشيرةً أنه “عندما تم السماح لغالي بدخول إسبانيا، تم إخطاره بأنه يمكن استدعاؤه من قبل القاضي، على الرغم من عدم وجود مذكرة بحث أو اعتقال ضده“.