أعلن قادة الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، اليوم السبت، عن رفضهم لاستضافة إسبانيا لزعيم تنظيم “البوليساريو”، واعتبروا أن السلوك الإسباني المتمثل في استقبال زعيم الانفصاليين، باستعمال هوية مزورة، يعدا ” أمرا مرفوضا ” ويضر بالعلاقات والمصالح المشتركة بين البلدين.
وقالت الأحزاب المغربية، في بلاغ لها، إنها تستهجن وتستنكر خبر استقبال إسبانيا لرئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، المدعو إبراهيم غالي، باستعمال هوية مزورة، وأكدوا أن هذا السلوك يجسد عمل الميليشيات والعصابات الإجرامية.
وبهذه المناسبة، فإن الأحزاب الموقعة على هذا البلاغ تعتبر هذا الاستقبال، عملا مرفوضا ومدانا، واستفزازا صريحا تجاه المملكة المغربية، في تناقض صارخ مع جودة العلاقات الثنائية بين الشعبين والبلدين وحسن الجوار، لا سيما وأن هذا الشخص تلاحقه تهم خطيرة تتعلق بانتهاك حقوق الإنسان، وجرائم ضد الإنسانية، وتجاوزات جسيمة لحقوق المحتجزين بمخيمات تندوف، لا يمكن التغاضي عنها
وعبرت الأحزاب عن التزامها الدائم بالوقوف وراء الملك محمد السادس، للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة التي تحظى بالإجماع الوطني، وتجديدها الاعتزاز بما تحقق من إنجازات مهمة وغير مسبوقة لصالح القضية الوطنية، وتجندها المستمر لمواجهة كل الأفعال والسلوكات التي تمس سيادة المغرب أو تهدد مصالحه العليا.
وصرحت أنها ترفض المبررات والذرائع التي يقدمها بعض مسؤولي الحكومة الإسبانية لاستقبال رئيس جبهة البوليساريو الانفصالية، وأكدت على أن الشراكة وحسن الجوار يلزمان باحترام سيادة المغرب والتوقف عن التعامل والتواطئ مع أعدائه؛.
وشددت على اقتناعها الراسخ بأن الأفعال الإجرامية التي اقترفها المدعو إبراهيم غالي تدعو إلى متابعته أمام القضاء الإسباني استجابة للشكايات الموضوعة أمامه وإنصافا لضحايا جرائمه العديدة.
وختم البلاغ بأن الأحزاب الموقعة على هذا البلاغ تدعو مختلف القوى الحية بإسبانيا إلى التحرك السريع وتغليب صوت الحكمة ومنطق المصالح العليا المشتركة للدولتين، من أجل التصحيح الفوري لهذا الإخلال الخطير في حق المغرب، وإصلاح الضرر الذي ألحقه بالعلاقات العريقة بين الشعبين والبلدين.
وفي هذا السياق، قال سليمان العمراني، نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، في تصريح للصحافة، إن الاجتماع تناول المتغيرات التي تعرفها العلاقات المغربية الإسبانية على ضوء الخطوة ” الاستفزازية التي قامت بها إسبانيا باستضافة زعيم جبهة الانفصال، ولو لدواعي إنسانية كما سمتها “.
ومن جهته، أكد عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن تصرفات إسبانيا كان لها وقع سلبي كونها لا تحترم الاتفاقيات الثنائية المشتركة وحتى المعاهدات الدولية، مطالبا بإحالة ملف المدعو إبراهيم غالي على العدالة.
وبدوره، أعرب محمد نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في تصريح مماثل، عن استنكار حزبه لهذه الخطوة الإسبانية، مبرزا أنه ينبغي على إسبانيا أن ” تتراجع وتعبر عن موقفها الواضح بهذا الخصوص، دعما لجاره المغرب كما يستلزم ذلك مستوى العلاقات بين البلدين”، ومضى قائلا ” يحق للمغرب أن يتساءل بشكل قوي كيف لإسبانيا أن تكون شريكا له في عدد من القضايا الأساسية من قبيل الهجرة السرية، ومحاربة الإرهاب، والعلاقات الاقتصادية والتجارية المتميزة، وتواصل – مع ذلك- الاتصالات مع الانفصاليين، ومع الجزائر بشكل مباشر، في قيامها بما قامت به إزاء المدعو إبراهيم غالي؟ “.
من جانبه، أكد امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، أن استضافة السلطات الإسبانية لزعيم الانفصاليين يعد خطأ وأمرا مرفوضا، لا سيما أن البلدين تجمعهما علاقات شراكة وعلاقات استراتيجية .
وأشار إلى أن ” العدالة الإسبانية لم تتحرك بالشكل الكافي لمساءلة هذا الشخص الضالع في عدد من القضايا وسجلت ضده العديد من التهم الاجرامية والحقوقية في إسبانيا “.