أكد الاتحاد الأوروبي أنه “مستعد لمناقشة” الاقتراح الأميركي برفع حماية الملكية الفكرية للقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في وقت يزداد فيه الوضع الوبائي في الهند قتامة حيث سجلت حصيلة وفيات قياسية جديدة الساعات 24 الماضية.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين “الاتحاد الأوروبي مستعد لمناقشة أي اقتراح من شأنه معالجة الأزمة بطريقة فعالة وعملية”.
وأضافت “نحن مستعدون لمناقشة كيف يمكن أن يحقق الاقتراح الأميركي هذا الهدف” داعية جميع الدول المنتجة للقاحات إلى “السماح بتصديرها”.
وكانت الولايات المتحدة أعلنت أمس أنها تؤيد رفع براءات اختراع اللقاحات، في موقف استثنائي يأتي في وقت تعاني الدول الفقيرة من نقص كبير من الجرعات.
وقالت ممثلة التجارة الأميركية كاثرين تاي إن حقوق الملكية الفكرية للشركات مهمة، إلا أن بلادها “تدعم التنازل عن تلك الحماية للقاحات”. وأضافت “هذه أزمة صحية عالمية، والظروف الاستثنائية للجائحة تستدعي اتخاذ تدابير استثنائية”.
من جهته، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء بما أسماه “القرار التاريخي”.
وقال داميان أوكونور الوزير النيوزلندي للزراعة “نرحب بشدة وندعم بقوة اقتراحات رفع براءات اختراع اللقاحات. نعمل بشكل فاعل مع شركائنا لإحراز تقدم في هذا الملف”.
عائدات ضخمة
وحتى الآن، تملك المختبرات الأميركية بشكل أساسي براءات الاختراع، وهي تعارض عموما هذا لأنه سيحرمها من عائدات مالية ضخمة تدرها اختراعاتها.
وفي بيان له أمس الأربعاء، اعتبر “الاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية” أن قرار الولايات المتحدة “مخيّب للآمال”.
ويأتي إعلان واشنطن في حين تتزايد الهوة بين الدول الفقيرة والغنية التي تتسارع فيها حملات التلقيح، إذ ستصل قريبا بالولايات المتحدة إلى شريحة المراهقين، وفي كندا إلى الأطفال فوق سن 12 عاما، مما يتيح رفع القيود الصحية تدريجيا.
وفي الدانمارك بات الوضع الوبائي تحت السيطرة، سيتم اليوم فتح دور السينما والمسارح ومراكز الرياضة مع إبراز “وثيقة كورونا” وهي جواز صحي يثبت نتيجة فحص سلبية لا تزيد مدتها على 72 ساعة أو تلقي اللقاح أو شفاء من كورونا، الآونة الأخيرة.
وبعدما حثتها منظمة الصحة العالمية على التضامن في مجال اللقاحات، بحثت الدول الأعضاء بمجموعة السبع (الولايات المتحدة واليابان وكندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا)، أمس في لندن، سبل زيادة مساعدتها المالية أو تقاسم الجرعات الفائضة لمساعدة الدول الفقيرة.
وهناك صعوبات تواجه برنامج “كوفاكس” (COVAX) الدولي المدعوم من منظمة الصحة -والذي يوزع بشكل خاص لقاح “أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca-Oxford). ولم يتمكن حتى الآن من تسليم سوى 49 مليون جرعة في 121 دولة مقابل وعود بتسليم ملياري جرعة خلال 2021.
أرقام قياسية
وفي الهند حيث يتفاقم الوضع، سجلت 412 ألف إصابة جديدة ونحو 4 آلاف وفاة الساعات 24 الماضية بحسب أرقام رسمية نشرت اليوم، مما يرفع الحصيلة الإجمالية إلى أكثر من 230 ألف وفاة و21 مليون إصابة، وهو رقم يعتبر الخبراء أنه قد يكون أعلى بكثير.
وأعلن البنك المركزي عن ضخ 6.7 مليارات دولار من القروض الميسرة للنظام الصحي، الذي يواجه صعوبات جمة في معالجة المرضى الذين يتوفى بعضهم على أبواب المستشفيات.
من جهة أخرى، سجلت الأرجنتين (سادس دولة في قائمة الأكثر تضررا بالوباء بأميركا اللاتينية نسبة لعدد سكانها) رقما قياسيا جديدا في عدد الوفيات بالفيروس الذي أودى بحياة 633 شخصا الساعات 24 الأخيرة.
وتسبب الوباء بوفاة أكثر من 3.2 ملايين شخص في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور الوباء نهاية دجنبر 2019.