في تصريح يؤكد نية الحكومة عدم حل أزمة المحروقات، اعتبر رشيد الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي لحزب “التجمع الوطني للأحرار”، أن خصوم حزبه، يريدون ثنيه عن تعاقده مع المواطنين، في مجالات الصحة والتعليم وفتح آفاق لتشغيل الشباب، من خلال نقاشات سياسية تدفع إلى الإجهاز على الميزانية بسبب الاستمرار في الحديث عن الدعم لحل أزمة الموجة العالمية لارتفاع الأسعار، قائلا: “إذا أكلنا الميزانية، لن نتمكن من إصلاح منظومة الصحة والتعليم وفتح آفاق في التشغيل”.
وقال الطالبي العلمي، في مداخلة له مساء أمس السبت، في المؤتمر الجهوي لـ “الأحرار” بجهة مراكش آسفي، أن حزبه مصمم على إصلاح هذه المجالات، وتنفيذ تعاقده، قائلا: “لأنها انتظارات استقيناها من المواطنين أنفسهم ومن الساكنة، في البادية والجبل، وعزيز أخنوش لم يتخل عن واحدة منها”.
وعاد العلمي لينتقد حزب العدالة والتنمية، الذي يعارض سياسة أخنوش، ويطالب بدعم القدرة الشرائية للمواطنين أمام موجة الغلاء، ليقول: “عشنا تجربة وزراء يتواصلون يوميا مع المواطنين ولا يجلسون في مكاتبهم، لكن ماهي النتيجة ياترى!!؟.. إن النتيجة هي أنهم تراجعوا من 125 مقعدا إلى 13 مقعدا، إن المواطن ذكي جدا… جيد أن نتواصل لكن في نهاية المطاف هذا المواطن يريد منك الحصيلة، ما قمت به، وسيحاسبك عما لم تقم به”.
وشدد الطالبي العلمي، على أن من لم يستطع أن يتخذ القرارات الكبرى لا يصلح أن يكون في موقع المسؤولية، ومن يجاري ويتعامل مع اليومي تحت الضغط لكي يرضي الجميع لن يحقق أي شيء ولن يوصل بلاده للتقدم والتنمية.
وأوضح الطالبي العلمي، أن الانتظارات كثيرة جدا ولا تنتهي، عندنا 36 مليون مغربي… بمعدل 36 مليون انتظار، وكل واحد انتظاراته تختلف عن الآخر، لكن حزب التجمع الوطني للأحرار تعاقد مع المواطنين على ثلاثة أمور، وفي سنة 2026 إذا لم نحقق هذه الأهداف، فإننا ساعتها سنكون قد فشلنا في مهمتنا الحكومية…”.
واستحضار الطالبي العلمي، وهو يبخس من انتقادات خصوم التجمع، التي تدفعه لتقديم مزيد من الدعم لحل أزمة ارتفاع أسعار المحروقات والمواد، حديثا سياسيا جمعه مع كريم غلاب، وزير التجهيز والنقل، بحضور الوزير الأول آنذاك إدريس جطو، في سنة 2004 عندما كان يتحمل مسؤولية وزارة الشؤون العامة والحكامة، وقال: “… كنا على متن طائرة متوجهين إلى تركيا في إطار حملة الترويج لملف ترشح المغرب لاحتضان مونديال 2010، وكان النقاش متعلقا بحذف ضريبة الاستهلاك على المحروقات من عدمه، وكنت ساعتها أدافع عن فكرة حذف الضريبة على الاستهلاك في ما يتعلق بالمحروقات، بينما كان غلاب ضد الفكرة، لأن عائدات تلك الضريبة كان يستغلها بصفته وزيرا للتجهيز والنقل في بناء الطرق السيارة”.
واعتبر الطالبي العلمي، أن رغبته في حذف الضريبة على الاستهلاك ساعتها الخاصة بالمحروقات، كانت بنية أن ينخفض سعر البترول الذي كان يبلغ آنذاك 6.5 دراهم للتر، غير أن غلاب أصر على ضرورة الإبقاء عليها، وقال إنه ينوي بعائداتها أن يشيد الطريق السيار الرابطة بين الدار البيضاء وأكادير”.
واسترسل العلمي يحكي ما دار بينه وبين غلاب قائلا: “دار النقاش بحضور جطو الذي ظل صامتا، وأعترف أن فكرة كريم غلاب أقنعتني، وقلت له إذا كان الواقع كذلك سنقوم برفع ثمن المحروقات بخمسين سنتيما، وبالفعل تمكنا بعد سنوات من تشييد الطريق السيار بين الدار البيضاء وأكادير”.
وقال الطالبي العلمي معلقا على هذا الحديث الذي جرى بينه وبين غلاب: “لو قام كريم غلاب بمجاراتي في فكرتي كون كلينا الفلوس ولوطوروت عمرها غادا تكون”.