60ef5beaeb588 660x330 - عصابات "الجيليات الصفر" .. هي فوضى !!

عصابات “الجيليات الصفر” .. هي فوضى !!

لا أحد ينكر الفوضى التي تعيشها معظم شوارع وشواطئ المدن المغربية، وبالخصوص المدن الكبرى التي تعرف حركة دائمة وترددا مرتفعا للعربات والمصطافين.

السبب في ذلك هو أن معظم الجماعات الترابية، تلجأ إلى تفويض قطاعات النظافة والحراسة، وأحيانا حتى الشواطئ، إلى شركات لتدبيره، في وقت لم تسلم عقود التدبير المفوض لهذه القطاعات من الجدل، وكانت دائما محط خلافات جوهرية، بل واتهامات في كل الإتجاهات.

منذ أسابيع قليلة، كان المغاربة على موعد مع حملة ضد “مول جيلي اصفر”، بعد أن أصبحت شوارع المملكة فضاء لابتزاز السائقين من طرف حراس السيارات، والنتيجة هي أن السلطات لم تحرك ساكنا، استمر الوضع على ما هو عليه، بل وازداد تفاقما اليوم، مع دخول فصل الصيف وانتقال ممارسات الابتزاز إلى الشواطئ.

ليظل السؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى هذه الدرجة تقف السلطات عاجزة أمام انتشار هذه الممارسات؟

ما إن يحل فصل الصيف، حتى تجد المئات منهم قد سبقوا المواطنين نحو الشواطئ، يلبسون “جيلياتهم الصفراء”، وينشرون مظلاتهم على طول الساحل، بحيث يصعب على المرء إيجاد مساحة صغيرة ليضع فيها قدمه، ويفرضون إتاواتهم، مع العلم أن السلطات ما فتأت تؤكد أن استغلال الشواطئ مجاني بدون مقابل، لكن يظل القانون في الواد والواقع في واد آخر. 

من احتلال الشوارع إلى احتلال الشواطئ

بعد انتشار هؤلاء “العصابات” في الشوارع والباركينات، جاء الدور على الشواطئ التي لم تعد ملكا للجميع، فهذه المجموعات تسبق الجميع عند كل موسم صيف لتحتل الواجهة المقابلة للبحر، وما على المواطنين والمواطنات سوى الأداء الفوري مقابل خدمة غير موجودة، أو التعرض لوابل من السب والقذف والشتم من طرف “كائنات” شبه عارية أغلبها من خريجي السجون ومن المنبوذين اجتماعيا.

حجة هؤلاء أنهم يوفرون خدمات مؤدى عنها للمصطافين ويخففون عنهم عناء جلب المظلات والكراسي من البيت إلى الشاطئ، وفي الوقت ذاته يعملون على تنشيط الاقتصاد وإنعاش فرص الشغل الموسمية بالنسبة إلى طوابير المعطلين والمياومين وأصحاب الدخل المحدود وأشباههم. هذا في الوقت الذي من المفروض أن معظم الشواطئ مجهزة قبلا من طرف المجالس الجماعية.

المثير أن هذه الشجرة التي يستظلون بظلها ويحتجون بشرعية وجودها تخفي خلفها غابة متشابكة. فبالأمس القريب، سمعنا عن أشخاص نافذين يمتلكون آلاف المظلات والكراسي ينشرونها كالفطر على الشواطئ تحت مجموعات من الفتيان العاملين تحت إدارتهم ورهن إشارتهم، والمستعدين لفعل أي شيء مقابل المال. 

إنها كارتيلات منظمة يتورط فيها مسؤولون وذوي سوابق ومنتفعون من السطو على الملك العمومي دون وجه حق، وفي كل سنة يتكرر نشاطها تحت أعين السلطات، بل إن كعكة الثروات التي يتم جنيها من هذا النشاط توزع قبل شهور، بعد أن يتم التلاعب بدفاتر التحاملات ويتم تعبيد الطريق سالكا لم أريد له الاستفادة من هذا الريع. 

من يتحمل المسؤولية؟

هناك من سيقول إن المجالس الجماعية هي التي تتحمل المسؤولية لأنها طرف مباشر في هذا العبث؛ إذ يلجأ بعض المنتخبين إلى تفويت الشواطئ إلى بعض الفئات بدعوى التنشيط السياحي، ولغاية في نفس يعقوب. لكن هذا التصرف لا يمكن قبوله؛ فالشواطئ ملك للجميع، وليست ملكا لرئيس الجماعة والأعضاء حتى يتم عرضها للاستغلال المؤقت والدائم.

ولكي نستوعب ما يجري عندما تصادق الجماعات على تفويت الشواطئ، سنضرب مثلا بما وقع قبل شهر من الآن بجماعة العرائش، حيث تفاجأ أعضاء المجلس الجماعي باستدعاء من طرف لجنة المرافق العمومية والخدمات والشراكة والتعاون الدولي، لاجتماع من اجل تدارس نقطة ” كناش التحملات المتعلق بتفويت تدبير شاطئ راس الرمل” ، وكانت المفاجأة، خاصة أن الدورة الاستثنائية كانت مخصصة لمناقشة نقطة فريدة تتعلق بتدبير قطاع النظافة بعد الفسخ مع شركة هينكول، لكن مناقشة مسألة تفويت شاطئ راس الرمل لم يتوقع أحد طرحها في هذا التوقيت بهذه الطريقة، وهو الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات وأجج الكثير من الشكوك حول نوايا وخلفية تمرير هذه النقطة.

هذا السيناريو، وسيناريوهات أخرى تكون أكثر حبكة، يتكرر دائما في المجالس الجماعية عندما تتم مناقشة نقطة تفويت الشواطئ أو بعض الخدمات، التي من المفروض أن تقدمها الجماعة، إلى الخواص. لتطرح بعده علامات استفهام كبيرة من قبيل: أليس بإمكان هذه الجماعات الشاطئية أن توفر أماكن محترمة للترفيه والتنشيط بعيدا عن الابتزاز؟ أليس بالإمكان تنظيم الولوج إلى الشاطئ وتشجيع السياح بتقديم خدمات بسيطة وتوفير المرافق الحيوية للجميع؟ أليس العبث هو حرمان المواطن من حقه في الشاطئ بعد أن خنقته “جائحة كورونا”؟ ما هو الإنجاز الذي يمكن أن يتبجح به المنتخبون إذا لم تحتضن هذه الشواطئ مرافق حيوية للصغار والكبار؟ أليس عيبا أن “يموت” الإنسان عطشا وهو بجانب البحر؟

شاهد أيضاً

bou20 310x165 - إدارة السجون تستنكر ادعاءات سوء معاملة توفيف بوعشرين

إدارة السجون تستنكر ادعاءات سوء معاملة توفيف بوعشرين

استنكرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج “ما نشرته وتداولته مجموعة من وسائل الإعلام الفرنسية …

2 تعليقان

  1. شكرا لهذه الإلتفاتة، الجيلي الصفر أصبح كابوسا يعكر صفو الحياة اليومية و التنقل بل و السياحة أيضا

  2. فوضى واضحة وضوح الشمس وسط النهار مدبروها في الظل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *