المكان: مقاطعة عين الشق، شارع يافا، أمام مسجد الفردوس. الزمان: الخميس، الحادية عشرة صباحا.
صوت الباعة المتجولين يصم الآذان. “بطاطا 6 درهم”..”ماطيشة 5 درهم”.. “مبقاش.. مبقاش”. أجواء السوق تستحوذ على المكان، وتنسيك في أنه فضاء للصلاة والتعبد وذكر الله سبحانه وتعالى.
عندما بني هذا المسجد على يد أحد المحسنين قبل سنوات، كان الهدف هو تمكين الساكنة من فضاء للعبادة، وحتى يكتمل رونق المكان، فقد بنيت أمامه حديقة صغيرة لكي ينسجم ما تراه العين مع ما تحسه الروح وهي في أقرب نقطة إلى الله عز وجل. لكن المحصلة الآن سوق بكل ما للكلمة من معنى.
لقد اجتاح “جيش” من الباعة الجائلين و”الفرّاشة” المكان، وبسطوا سيطرتهم على هذا الفضاء، بل وامتد نفوذهم إلى باقي الأزقة المحيطة بالمسجد، في مشهد يندى له الجبين، أصبح يسائل السلطات المحلية لمقاطعة عين الشق.

“لقد تحول حينا من منطقة راقية ونظيفة إلى سوق حقيقي بات يجمع حوله كل صنوف الفوضى والأزبال والحيوانات التي تجر العربات” يقول أحد سكان إقامة محاذية لمسجد الفردوس.
ويضيف هذا الساكن: “وجهنا شكايات إلى كل الجهات حتى تتدخل لوضع حد لهذه الفوضى، لكن دون جدوى.. لقد أصبحنا نفكر حاليا بخوض وقفات واحتجاجات أمام المقاطعة حتى تتحرك الجهات المعنية”.
الواقع الذي يعيشه مسجد الفردوس بمقاطعة عين الشق ينسحب على مجموعة من أحياء العاصمة الاقتصادية، بعد أن تحولت إلى أسواق عشوائية يحتلها الباعة الجائلون، دون تحرك من لدن السلطات لوضع حد لهذا التسيب.
ويساهم هذا الانتشار الواضح للعربات المجرورة في انتشار النفايات بالشوارع والأزقة، ناهيك عن رواج تجارة المخدرات، ونشوب المشاجرات بين الباعة والزبائن في أحيان كثيرة.
ويطالب البيضاويون السلطات الولائية بالدار البيضاء بشن حملات لتحرير الأزقة والشوارع من الباعة الجائلين و”الفراشة” وإعادة الاعتبار إلى هذه المناطق، ويدعون إلى إحداث أسواق نموذجية عديدة بمختلف المقاطعات والأحياء من أجل إنهاء هذه الظاهرة.