رمضان والأسعار معادلة معقدة تتكرر كل سنة، فقد كشفت مذكرة جديدة للمندوبية السامية للتخطيط أن تغير عادات الأسر من حيث استهلاك بعض المواد الغذائية يعد العامل الأساسي في تأثير الشهر الفضيل على تطور أسعار الاستهلاك.
وأكدت المندوبية، في مذكرة لها حول “تأثيرات شهر رمضان 1442على تطور الأثمان عند الاستهلاك”، أن هذا التأثير يبتدئ قبل أسبوعين من حلول شهر الصيام، والذي يتزامن هذه السنة مع نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل 2021.
ووقفت المندوبية على زيادة في أسعار الاستهلاك للمنتجات الغذائية خلال هذا الشهر تقدر بنحو 0.6٪ بالنسبة للشهر المبارك بأكمله، ويلاحظ أن النصف الثاني من شهر رمضان يشهد زيادة أكثر في الأسعار مقارنة مع النصف الأول (0.8٪ ، بدلاً من 0.4٪ على التوالي).
معادلة الغلاء هاته تحقق فيها الأسماك والبيض والحوامض أكبر الارتفاعات، حيث ترتفع أسعار الأسماك والمنتجات البحرية بنسب تقدر ب 5,6٪ و 5,8٪، على التوالي، خلال النصفين الأول والثاني من شهر رمضان المبارك.
وبدورها تعرف أسعار البيض والحوامض زيادات تقدر ب 2.5٪ و 2.3٪، على التوالي، خلال شهر رمضان.
كما ترتفع أسعار الفاكهة الطازجة بنسبة 1.9٪. في المقابل، تظل تأثيرات شهر رمضان على أسعار اللحوم الحمراء والدواجن والخضروات، باستثناء الطماطم، متواضعة على العموم.
وبحسب البحث الأخير حول استهلاك الأسر، الذي أجرته المندوبية السامية للتخطيط خلال 2013\2014، فإن استهلاك الأسر يرتفع بنسبة 16.3٪ في المتوسط خلال الشهر الكريم.
وخلال شهر رمضان، عادة ما تظل أجهزة المراقبة التابعة للدولة عاجزة عن ضبط الأسواق، أمام انتشار نشاط لوبيات الأسواق التي تحكم قبضتها على الأسواق وتشعل الأسعار، حيث غالبا ما تحلق أثمان الأسماك واللحوم والخضر عاليا، رغم توفرها في السوق.
ونموذج على ما يقع في السوق، يعزو البائعون غلاء أسعار السمك إلى ارتفاع أثمنته في أسواق الجملة، معتبرين أن الوسطاء الذين يتدخلون في مختلف مراحل عملية تسويق السمك يلعبون دورا أساسيا في ارتفاع الثمن، ففي كل حلقة يمر منها السمك يحاول الوسيط توفير هامش ربح مريح إلى أن يصل السمك إلى المستهلك النهائي بأسعار قياسية لا تتناسب مع قدرته الشرائية.